روائع مختارة | واحة الأسرة | أولاد وبنات (طفولة وشباب) | صفات الفتاة.. الناجحة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > أولاد وبنات (طفولة وشباب) > صفات الفتاة.. الناجحة


  صفات الفتاة.. الناجحة
     عدد مرات المشاهدة: 4146        عدد مرات الإرسال: 0

هناك بعض الصفات التي تساعد الفتاة المسلمة على النجاح في الحياة، وهي الصحة، وصفة الصدق، وسنحاول في هذا المقال أن نلقي الضوء على هاتين الصفتين.

الصحة الجميلة:

تعتقد بعض المراهقات أنهم سيخلدون في الحياة، فلا يهتمون بالتغذية، أو النوم لساعات كافية, وإن التحدث إلى ابنتك المراهقة عن العناية بالحصة قد يدفعكِ إلى المخاطرة بمجافاتها إلى حد ما.
أما إذا كنتِ أيتها الأم حكيمة دورك في الحفاظ على صحة ابنتك، شأنها في ذلك شأن أغلبية البنات، فإن مهمتك أصبحت أخف وطأة عليكِ.

ولذا فتأكدي من أنها تتناول الطعام جيداً، وتأخذ كفاية من النوم، وتزاول التمارين الرياضية، ولتراقبي عادات تناولها للطعام، ووزنها ولون بشرتها ومستوى طاقتها ومزاجها، وإذا بدا عليها الاعياء فتوجهي بها إلى الطبيب.

وقومي بحث ابنتك على ممارسة الرياضة وليس بالضرورة الانضمام إلى فريق رياضى، ولكن ممارسة بعض التمارين البدنية، واعلمي أن المراهقات لا يتمتعون جميعهن بنفس القدرة أو الحافز أو الفرصة لممارسة التمارين الرياضة بالمدرسة.

كما أنهن يحتاجن للتدريب والشعور بالمتعة، وتغيير المزايا المكتسبة من جراء مزاولة الرياضة، وسيكون من الأفضل كثيراً ممارسة تلك التدريبات الرياضية.

الإسلام يحث على الصحة الجيدة:

لقد حرص الإسلام على بيان أهمية الصحة البدنية للإنسان، فالله تبارك وتعالى يقول في محكم التنزيل: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29].

({وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} أي: لا يقتل بعضكم بعضًا، ولا يقتل الإنسان نفسه، ويدخل في ذلك الإلقاءُ بالنفس إلى التهلكة، وفعلُ الأخطار المفضية إلى التلف والهلاك {إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}، ومن رحمته أن صان نفوسكم وأموالكم، ونهاكم عن إضاعتها وإتلافها، ورتب على ذلك ما رتبه من الحدود) [تفسير السعدي، (1/ 175)] .

ولقد بين أيضًا النبي صلى الله عليه أهمية الصحة وأن الإنسان يجب أن يهتم بنفسه، ويعتني بجسده:

(فعن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى عثمان بن مظعون فجاءه فقال يا عثمان أرغبت عن سنتي قال لا والله يا رسول الله ولكن سنتك أطلب قال فإني أنام وأصلي وأصوم وأفطر وأنكح النساء فاتق الله يا عثمان فإن لأهلك عليك حقا وإن لضيفك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا فصم وأفطر وصل ونم) [صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، (1319)] .

كيف تحافظين على صحتك؟

1. النشاط الرياضي والمشي، والأفضل تدعيم أي هواية رياضية، سواء كانت جماعية أو فردية.

2. الالتزام بالعادات الحركية الصحيحة.

3. الابتعاد عن السهر والتدخين وكل ما يستنفذ الطاقة والحيوية.

4. الاهتمام بالغذاء الصحي، الذي يحتوي على نسب منضبطة من عناصر الغذاء الأربعة المهمة (البوتين، والكربوهيدرات، والفيتامينات، والأملاح).

5. أن يحرص الشاب على العادات المهمة للنمو الجسمي في مرحلة المراهقة، مثل:

 ـ  عادات التغذية.

 ـ  عادات التدريب الجسمي.

 ـ  عادات الراحة والنوم. [شباب بلا مشاكل، أكرم رضا، ص(68- 69)] .

دور الأب:

هناك بعض الجمل التي يجب أن تقولها لابنتك المراهِقة:

• (لا يهم مقدار النجاح أو الأموال أو الموهبة أو الذكاء الذى لديكِ مالم تتمتعي بصحة جيدة) [تنشئة المراهقين، لين هاجنز- كوبر].

الصدق طريق النجاح:

لقد ضرب لنا الصحابي الجليل كعب ابن مالك الأنصاري رضي الله عنه أروع الأمثلة في الصدق، حينما تخلف عن غزوة تبوك بدون عذر وكان صادقًا مع النبي صلى الله عليه وسلم، استمعي إليه أختي الفتاة وهو يحكي قصته، حينما رجع المصطفي عليه الصلاة والسلام من الغزوة، وجاء إليه كعب ابن مالك في مسجده يقول:

(فلما رآني صلى الله عليه وسلم، تبسم تبسم المغضب، وقال: "ألم تكن ابتعت ظهرك"؟ قلت: بلى.

قال: "فما خلفك"؟ قلت: والله لو بين يدي أحد غيرك جلست؛ لخرجت من سخطه علي بعذر، لقد أوتيت جدلًا; ولكن قد علمت يا نبي الله أني أخبرك اليوم بقول تجد علي فيه، وهو حق; فإني أرجو فيه عقبى الله.

إلى أن قال: والله ما كنت قط أيسر ولا أخف حاذًا ـ  أي حالًا ـ  مني حين تخلفت عنك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (أما هذا فقد صدقكم، قم حتى يقضي الله فيك) فقمت) [سير أعلام النبلاء، الذهبي، (2/ 528)] .

ثم بعد ذلك نزل البلاء على كعب بن مالك رضي الله عنه ورجلين ممن صدقا الحديث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان البلاء ألا يكلمهم النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة لمدة خمسين ليلة ثم بعد هذا يجيء الفرج من الله تبارك وتعالى بآيات تتلى إلى يوم القيامة

{لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 117- 119].

واستمعي إليه وهو ينصحك بالصدق فيقول: (إن الله إنما نجانى بالصدق، وإن من توبتى أن لا أحدث إلا صدقًا ما بقيت، فوالله ما أعلم أحدا من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن مما أبلانى، ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى يومى هذا كذبا، وإنى لأرجو أن يحفظنى الله فيما بقيت) [رواه البخاري].

أختي الفتاة:

اسمعي معي إلى هذه القصة (عندما كان أحمد في الصف الخامس الابتدائي، ضُبط وهو يغش في امتحان الدراسات الاجتماعية، وقد قطع عهدًا على نفسه ألا يغش مرة أخرى، وبعد عدة سنوات عندما أصبح في الصف الأول الثانوي، تعرَّض لاختبار شديد بشأن التزامه بهذا العهد، فقد كان نجم فريق الكرة الطائرة في مدرسته.

وكان يلعب وفريقه ضد فريق من مدرسة أخرى، وأثناء تلك المبارة المشتعلة، تصدى أحمد لإحدى كرات الفريق الآخر، ولكنه شعر أن ذراعه قد لمس الشبكة [وهذا شيء ممنوع في الكرة الطائرة].

ولم يره أحد، ولم يعلم بهذا الأمر سوى أحمد، وقد تردد لوهلة قبل أن يخبر الحكم، لكنه صدق وأخبر الحكم بالصدق، وحصل الفريق الآخر على النقطة وفاز بالمباراة، ولكن أحمد كان يعلم جيدًا أنه فعل الصواب) [ما يحتاجه المراهقون للنجاح، د. بيتر إل. بينسون – أ. جودي جالبرايث، باميلا إيسبلاند، ص(291)، بتصرف].

فإن نظرتك لنفسكِ أختي الفتاة هي التي تحدد هل ستكوني صادقة مع نفسك ومع الناس أم لا؟ فإذا كنتِ تراقبين المولي سبحانه وتعالى أولًا، فأنتِ لن يضرك أي شيء وستكونين صادقة مع نفسك، فالصدق (هو منزل القوم الأعظم، الذي منه تنشأ جميع منازل السالكين، والطريق الأقوم، الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين.

وبه تميَّز أهل النفاق من أهل الإيمان، وسكان الجنان من أهل النيران. . . وهو أساس بناء الدين، وعمود فسطاط اليقين، ودرجته تالية لدرجة النبوة، التي هي أرفع درجات العالمين) [مدارج السالكين، ابن القيم، ص(495)] .

أختي الأم/ أخي الأب:

هناك أشياء يجب أن تقولها الأم، ويقولها الأب لكي تشجع الفتاة المراهقة على قول الصدق، فيجب أن تقوم بإنشاء علاقة جيدة مع ابنتك الفتاة المراهقة, وذلك بالثقة في كونه ستقوم بفعل الشيء الصحيح على وجه عام، ولتقل الأم نحو:

• تستطيعين أن تخبرننى بالحقيقة، فأنتِ تعلمي أننى لن أضخم من حجم الأمور.

• إننى أود أن أكون على علم بمشكلتكِ فحسب، فأنتِ على وعي كافٍ بحيث تعرفي ما ينبغي عليكِ فعله.

أختي الفتاة:

(كوني مثالًا يُحتذى به بأن تكوني صادقة مع والديكِ، ومع إخواتكِ وأخواتكِ، وأصدقائكِ، وجيرانكِ، ومع ذاتكِ، وعندما تُزيفي الحقيقة ولا تكوني صادقة، اعترفي بذلك ثم اعتذري) [ما يحتاجه المراهقون للنجاح، د. بيتر إل. بينسون – أ. جودي جالبرايث، باميلا إيسبلاند، ص(289)، بتصرف].

تذكري أختاه أن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإن الكذب يهدي الفجور، وإن الفجور يهدي إلى المعاصي وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا، كما أخبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

المصادر:
• ما يحتاجه المراهقون للنجاح، د. بيتر إل. بينسون – أ. جودي جالبرايث، باميلا إيسبلاند.
• مدارج السالكين، ابن القيم.
• شباب بلا مشاكل، أكرم رضا.
• تنشئة المراهقين، لين هاجنز- كوبر.
 

الكاتب: عبير البراهيم
 
المصدر: موقع مفكرة الإسلام